حكم حج المرأة عن غيرها| فتاوي شرعية
حكم حج المرأة عن غيرها يجب على المرأة أن تعلمه استنادًا إلى ما وُرد في السُنة النبوية الشريفة، فلكل حكم من الأحكام حالات مختلفة، وربما ما يسري على أحد لا ينطبق على الآخر، إلا أنَّ الله سُبحانه وتعالى رفع الحرج عن عباد الله فيسّر لهم التكاليف الشرعية، ويُمكننا بيان بعض الأحكام في حج المرأة فيما يلي.
حكم حج المرأة عن غيرها
إنَّ الحج بمثابة الجهاد للمرأة، فقد أخبر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- السيدة العائشة بأن جهاد المرأة هو الذي لا قتال فيه، أي الحج والعمرة، وهو ما يكون تكريمًا لها.
يُذكر أنه لا حرج في أن تحج المرأة عن امرأة غيرها، أو رجلًا مثل أبيها وخالها وعلى هذا النحو، أو زوجها المتوفى، أو الشيخ الكبير والعاجز الذي لا يستطيع الحج، أو المريض الذي لا يُنتظر شفاؤه، فلا بأس من أن تقوم المرأة بحجة لتلك الحالات.
اقرأ أيضًا: رسائل تهنئة عيد الأضحى 2023.. “كل عيد وأنتم سعداء”
دليل أحقية المرأة بالحج عن غيرها
أي من الأحكام الفقهية تؤول إلى الشرع، فيجب أن تستند إلى دليل نقليّ من القرآن أو السُنة، أما عن حكم حج المرأة عن غيرها فيستند إلى حديث من السُنة النبوية.
“عن أبي رزينٍ رجلٌ من بني عامرٍ أنَّهُ قالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لاَ يستطيعُ الحجَّ ولاَ العمرةَ ولاَ الظَّعن. قالَ: احجج عن أبيكَ واعتمر” (صحيح)، من هنا يتبين أنَّ حكم حج المرأة عن غيرها جائزًا.
هل يجوز للمرأة أن تحج عن والدها؟
بالنظر إلى حكم حج المرأة عن غيرها نشير إلى جواز حج المرأة عن والدها حتى وإن كان لها إخوة من الذكور البالغين، لأنَّ النيابة في الحج يقوم بها النساء والرجال دون فرق، وهو ما أدلى به جمهور الفقهاء والأئمة.
حكم حج الرجل عن المرأة
لا يُشترط في الوكيل أن يكون مشابهًا لنفس جنس الموكل، فالرجل يُمكنه الحج عن الأنثى، والأنثى يُمكنها أن تحج عن الذكر، وهو ما أشرنا إليه في حكم حج المرأة عن غيرها.
كما أنَّ حج الرجل عن المرأة جائز لأنه من باب أولى، مع العلم أنه لا يشرع للمسلم أن يحج عن غيره دون أن يحج عن نفسه، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “سمعَ رجلًا يقولُ: لبَّيكَ عن شُبرمةَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ مَن شُبرمةُ قالَ قريبٌ لي قالَ: هل حجَجتَ قطُّ؟ قالَ: لا قالَ: فاجعَل هذِهِ عَن نَفسِكَ ثمَّ حُجَّ عن شُبرمةَ” (صحيح بن ماجه).
هل يجوز للمرأة السفر دون محرم؟
على غرار بيان حكم حج المرأة عن غيرها نشير إلى حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: “لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامْرَأَةٍ إلَّا وَمعهَا ذُو مَحْرَمٍ، وَلَا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ امْرَأَتي خَرَجَتْ حَاجَّةً، وإنِّي اكْتُتِبْتُ في غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، قالَ: انْطَلِقْ فَحُجَّ مع امْرَأَتِكَ” (صحيح مسلم).
من هنا يتبيّن أنه لا يجوز للمُسلمة أن تُسافر إلى الحجم دون محرم، وهناك قول مرجوح أدلى به بعض الفقهاء أن الحج جائز للمرأة ما إن كانت في ظل الصحبة الآمنة، أي تحج مع النساء، فيكون حجّها صحيحًا لأنها أدت المناسك بالفعل، لكن الأرجح هو السفر مع أي من محارمها.
مثل أبيها أو أخيها أو خالها أو عمّها أو من له صلة بها عن طريق مصاهرة أو رضاعة، وهو ما يجب أن تعلمه المرأة أنَّ الحكم يُطبق على سفرها بشكل عام لا للحج فقط.
اقرأ أيضًا:وش ارد اذا احد قالي مبارك عليك الشهر
أحكام الحج للمرأة
يوجب الحج على المرأة التي تمتلك الاستطاعة، ما إن كانت صحيحة الجسم ولديها من المال ما يكفي لأدائه، فالحج من أركان الإسلام الخمسة المفروضة على المُسلم العاقل البالغ المُقتدر، وفيما يلي بعض من الأحكام التي ينبغي أن تعلمها المرأة عند أدائها لتلك الفريضة:
- لا يحق للزوج أن يمنع زوجته عن أداء فريضة الإسلام.
- يجوز للمرأة أن تخرج إلى الحج إن توافرت لها الصحبة الآمنة وكانت كبيرة في السن فلا يُخشى عليها من الفتنة، وهو ما أدلى به بعض الفقهاء.
- على لباس المرأة في الحج أن يكون ساترًا لجسدها.
- لا تُغطي المرأة وجهها في الحج.
- لا يوجد ألوان محددة للباس المرأة في الحج، فقط أن يتحقق فيه شرط الستر، فلا يصف ولا يشف.
- المحرمات على الرجال من الحجاج هي ذاتها على النساء، على غرار عقد الزواج وتقليم الأظافر والحلق والتطيب والصيد والمباشرة.
- على المرأة أن تجتنب الاختلاط بالرجال متى استطاعت، على أن يُحيط بها محارمها.
- تستطيع الحائض أن تسعى بين الصفا والمرأة، إلا أنها لا يُمكنها الطواف بالبيت العتيق أو الصلاة.
- لا حرج من تناول المرأة حبوب لتأخير الحيض أيام الحج؛ حتى تستطيع تأدية المناسك كما تشاء.
بمجرد بدء النساء في التوجه للأراضي المقدسة لأداء الحج، يجب أن تعلم المرأة كافة الأحكام المعنيّة بذلك حتى لا تقع في أي من المحظورات والتي تُنقص من أجرها في زيارة بيت الله الحرام.
